يعتبر التصميم الداخلي من العلوم المهمة فهو علم قائم بذاته له أصول و مبادىء, حيث يتضمن مجموعة من الدراسات والمعلومات المتكاملة التي من خلالها نستطيع ان نصل إلى تكامل جماليات الفراغ الواحد والأداء الوظيفي الأفضل.
فهناك جزء من هذه الدراسات تشمل المبنى ككتلة, ودراسات اخرى تدرس على أساس كل فراغ على حده, والتي لابد أن يعنى المصمم الداخلي بدارستها وهي للأسف مهملة عند البعض بسبب عدم عناية المالك لها عند دراسة التطوير المعماري وإعداد المخططات، فالتصميم الداخلي ليس مقتصرا على الألوان أو بعض قطع الأثاث فحسب, كما يعتقده البعض
هناك من لا يولي قدراً لحاجته للمصمم الداخلي, إلا بعد تنفيذ مراحل متقدمة للمشروع، في هذه الحالة فإن المصمم سيقدم لك حلولاً محدودة حتماً ستسهم كثيراً في تغيير الشكل العام للمناطق الداخلية، ويتبعها شيء من التكاليف المادية نظير الحاجة للتخلص من بعض الكتل الخرسانية أو الدمج بين الفراغات في المساحات المغلقة لتشترك بصرياً مع فراغات أخرى لإضفاء الاتساع الحقيقي داخل المبنى.
اقرا ايضا
يتضمن التصميم الداخلي العديد من العناصر المختلفة، بما في ذلك الألوان والأقمشة والأثاث والإضاءة والتجهيزات الكهربائية والأرضيات والجدران والسقوف والنوافذ والأبواب. يجب أن يتم تصميم كل عنصر بشكل متناسب مع بقية العناصر لتحقيق التوازن الجمالي والوظيفي الذي يساعد على خلق بيئة داخلية متناغمة.
يتم تصميم المساحات الداخلية لتلبية احتياجات المستخدمين، وتتضمن ذلك الاهتمام بالراحة والصحة والأمان والراحة النفسية. يجب أن تكون المساحات الداخلية مريحة ووظيفية، ويجب أن تتماشى مع الأغراض التي ستستخدم لأجلها.
تعتمد عملية التصميم الداخلي على العديد من المهارات المختلفة، بما في ذلك التصميم الجرافيكي والهندسة المعمارية والفنون الجميلة وعلم النفس. يجب أن يكون المصمم الداخلي قادراً على فهم احتياجات المستخدمين وتحويلها إلى مساحات داخلية متناغمة وجميلة ووظيفية.
يمكن للتصميم الداخلي أن يؤثر على صحة المستخدمين وراحتهم النفسية. يمكن للألوان والإضاءة والترتيب والمواد المستخدمة أن تؤثر على المزاج والشعور بالراحة والسعادة للأشخاص الذين يستخدمون هذه المساحات. ولذلك، يجب على المصمم الداخلي اتباع مبادئ التصميم الداخلي الصحيحة والاهتمام بالتفاصيل لخلق بيئة مريحة ووظيفية للأشخاص.
يتم تطبيق التصميم الداخلي في مجموعة متنوعة من المباني، بما في ذلك المنازل والمباني التجارية والمستشفيات والمدارس والمسارح والمطاعم والفنادق والعديد من الأماكن الأخرى. يتم تخصيص كل مشروع لتلبية الاحتياجات الفريدة للمستخدمين والمباني.
اقرا ايضا
بعض العناصر الهامة التي يحقق منها المصمم الداخلي عدة قضايا:
- التناسق العام بين الفراغ ووظيفته.
- الاستفادة الجمالية على اساس المخطط المعماري لوضع لمسات جمال فيها.
- إيجاد عدة مستويات جمالية ووظيفية في بعض الفراغات.
- البعد قدر الاستطاعة عن المساحات المغلقة لتشترك بصرياً مع فراغات أخرى لإضفاء الاتساع الحقيقي لمساحة البناء.
- محاولة البعد عن الهدر في بعض المناطق في المخطط المعماري كالممرات والمدخل ومواقع التوزيع لأنها في العادة مساحات غير مستغلة (ميتة).
- دراسة الأبواب حجماً وعدداً للتوفير, والاستفادة الكاملة منها.
- الشبابيك وإطلالتها وخصوصاً في الصوالين, الصالات، بالطابق الأرضي.
- دراسة المطبخ الرئيسي لأدائه الوظيفي بشكل سليم وكذلك دراسة المرافق التابعة له الخاصة بالإعداد والتقديم, وكذلك ركن الإفطار في أحياناً أخرى, وعلاقته بالفراغات الأخرى, والأفراد الذين يتعاملون معه.
- دراسة المدخل بشكل يؤكد دوره كمستقبل يعكس جمال المكان.
- دراسة مغاسل الضيوف لتبدو في المكان والشكل المناسبين.
- الاستفادة من مساحة دورات المياه في غرف النوم عامة، وبالذات دورة المياه في الجناح الرئيسي.
- إعادة توزيع المخارج الكهربائية والاتصالات داخل الفراغات بما يتناسب مع توزيع الأثاث ووظائف كل فراغ تجنباً للازدواجية والتوصيل غير الآمن.
- دراسة الواجهات الخارجية لتعكس جماليات الفراغات من الداخل.
هذه بعض العناصر التي يحرص المصمم الداخلي على دراستها أثناء تفكيره في التطوير المعماري، ويتحقق بها دراسة الفراغات الداخلية للمبنى بشكل مثالي, وإعداد تصاميم الأرضيات، الأسقف، توظيف الإنارة في الأماكن المناسبة وتوزيع الأثاث حسب وظيفة كل فراغ, والحال كذلك في عملية اختيار الألوان بشكل يتناسب مع الأثاث، كما يسهم المصمم الداخلي في التطوير والمشاركة في تصميم الواجهات الخارجية ليعكس لمسته في التصميم الداخلي, إضافة إلى اختيار نوعية المواد وجودتها حسب رغبة المالك وما يتوافق مع الميزانية المحددة للبناء، مما يكون له الأثر على توفير الكثير من الوقت وتخفيف تكاليف , ولا ننسى دوره بتنسيق الفناء الخارجي والحدائق.
علماً بأن تباعد الأفكار واختلاف الآراء ووجهات النظر (أحياناً) بين المهندس المعماري والمصمم الداخلي، قد تتسبب في الإساءة للمشروع, وتؤثر سلباً على جماله وشكله من الخارج والداخل. لذا ينصح بالتواصل مع المصمم الداخلي في مراحل التخطيط المعماري, وليس في مرحلة البناء.
في النهاية، يمكن أن يؤثر التصميم الداخلي على جودة حياة الأشخاص الذين يستخدمون المساحات الداخلية، ولذلك يجب على المصممين الداخليين الاهتمام بالتفاصيل وتوفير بيئة جميلة ووظيفية للأشخاص. يتطلب ذلك القدرة على التفاعل مع العملاء والتفهم العميق لاحتياجاتهم ورغباتهم، وتوفير الحلول التصميمية الفعالة التي تلبي هذه الاحتياجات.
اقرا ايضا
مشروع رائع